Author Archives: hmoode1420

عباس بن فرناس

image

هو أبو القاسم عباس بن فرناس بن فرداس التاكرني(810-887م) مخترع وفيلسوف وشاعر أندلسي من أصل بربري (أمازيجي) من قرطبة، من موالي بني أمية، وبيته في برابر تاكرنا.

عاش في عصر الخليفة الأموي الحكم بن هشام وعبد الرحمن الناصر لدين الله ومحمد بن عبد الرحمن الأوسط في القرن التاسع للميلاد، كان له اهتمامات في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء، اشتهر أكثر ما اشتهر بمحاولته الطيران إذ يعده العرب والمسلمون أول طيار في التاريخ.

تبحره في الشعر ومعرفته في الفلك مكنتا له من أن يدخل إلى مجلس عبد الرحمن الناصر لدين الله المعروف بالثاني، ولكنه استمر في التردد على مجلس خليفته في الحكم محمد بن عبد الرحمن الأوسط (852-886)، لكثرة اختراعاته.

إسهاماته العلمية

اخترع ابن فرناس ساعة مائية سماها “الميقات”، وهو أول من وضع تقنيات التعامل مع الكريستال، وصنع عدة أدوات لمراقبة النجوم.

وقام عباس بن فرناس بتجربته في الطيران بعد أبحاث وتجارب عدة، وقد قام بشرح تلك الأبحاث أمام جمع من الناس دعاهم ليريهم مغامرته القائمة على الأسس العلمية.

يقول عنه ابن سعيد في المغرب في حلى الغرب “ذكر ابن حيان: أنه نجم في عصر الحكم الربضي، ووصفه بأنه حكيم الأندلس الزائد على جماعتهم بكثرة الأدوات والفنون… وكان فيلسوفاً حاذقاً، وشاعراً مفلقاً، وهو أول من استنبط بالأندلس صناعة الزجاج من الحجارة، وأول من فك بها كتاب العروض للخليل … كثير الاختراع والتوليد، واسع الحيل حتى نسب إليه عمل الكيمياء”.

وكثر عليه الطعن في دينه، واحتال في تطيير جثمانه، فكسا نفسه الريش على سرق الحرير، فتهيأ له أن استطار في الجو من ناحية الرصافة، واستقل في الهواء، فحلق فيه حتى وقع على مسافة بعيدة”. يعتبره المسلمون كما ورد أول إنسان يحاول الطيران.

في ليبيا صمم طابع بريد يصور محاولته الطيران وأطلق اسمه على فندق مطار طرابلس، وفي العراق وضع تمثال له على طريق مطار بغداد الدولي، وسمي مطار آخر شمال بغداد باسمه مطار ابن فرناس، تكريما له سميت فوهة قمرية باسمه ويعرف بفوهة ابن فرناس القمرية.

منهجه العلمي

درس عباس بن فرناس الطب والصيدلة وأحسن الإفادة منهما فقد عمدا إلى قراءة خصائص الأمراض وأعراضها وتشخيصها، وأهتم بطرق الوقاية من الأمراض، وتوصل بن فرناس إلى الخواص العلاجية للأحجار والأعشاب والنباتات، كان في سبيل ذلك يقصد المتطببين والصيادلة ويناقشهم فيما بدا له من اطلاعه في هذه الصنعة الجليلة التي تحفظ البدن وتقيه من آفات الأدواء والأعراض وقد اتخذه أمراء بني أمية في الأندلس طبيباً خاصا لقصورهم، انتخب من مجموعات من الأطباء المهرة لشهرته وحكمته وأسلوبه الجاذب عند إرشاداته الطبية الخاصة بالوقاية من الأمراض وإشرافه على طعام الأسر الحاكمة لإحراز السلامة من الأسقام والأمراض فلا يحتاج إلى المداواة إلا نادراً، فإذا حصل ما يكرهون من المرض دلهم على أنجع الطرق في المداواة.

ولم يكن ابن فرناس يقنع بكل ما كتبه الناس من نظريات بل ألزم نفسه إلقاء التجارب ليتحقق من صحة كل نظرية درسها أو نقلها من غيره ليرقي بها إلى مرتبة الحقيقة العلمية أو ينقضها، وقد شجب القبول والقناعة بالأمور الظاهرة المبسطة المقدور على النظر والبحث فيها، كان ابن فرناس يغوص في تحقيق ما علم وكان يطبق النظريات العلمية على منهج علمي في كل العلوم وأهمها الطب والصيدلة وخاصة دراسة الأعشاب.

واشتهر بن فرناس بصناعة الآلات الهندسية مثل المنقالة (آلة لحساب الزمن) (نموذج بالمسجد الكبير بمدينة طنجه) واشتهر بصناعة الآلات العلمية الدقيقة، واخترع آلة صنعها بنفسه لأول مرة تشبه الإسطرلاب في رصدها للشمس والقمر والنجوم والكواكب وأفلاكها ومداراتها ترصد حركاتها ومطالعها ومنازلها والتي عرفت بذات الحلق.

وأجمع المؤرخون على أن بن فرناس كان أول من استنبط في الأندلس صناعة الزجاج من الحجارة والرمل فانتشرت صناعة الزجاج لما رأى الناس أن المادة أصبحت في متناول الغني والفقير، وسبب عناء ابن فرناس هو التسهيل على الناس وأول من استفاد من تجارب ابن فرناس هم أهل الأندلس ويرجع ذلك إلى سبب اهتمامه الشديد بصناعة الكيمياء.

تجربة الطيران

يعد بن فرناس أول من اخترق الجو من البشر وأول من فكر في الطيران واعتبره المنصفون أول رائد للفضاء وأول مخترع للطيران، قال الزركلي قد كتب أحمد تيمور باشا بحثاً قال فيه لا يغض من اختراع ابن فرناس الطيران تقصيره في الشأن البعيد فذلك شأن كل مشروع في بدايته، وقد قام بن فرناس بتجارب كثيرة، درس في خلالها ثقل الأجسام ومقاومة الهواء لها، وتأثير ضغط الهواء فيها إذا ما حلقت في الفضاء، وكان له خير معين على هذا الدرس تبحره في العلوم الطبيعية والرياضة والكيمياء فاطلع على خواص الأجسام، واتفق لديه من المعلومات ما حمله على أن يجرب الطيران الحقيقي بنفسه، فكسا نفسه بالريش الذي اتخذه من سرقي الحرير (شقق الحرير الأبيض) لمتانته وقوته، وهو يتناسب مع ثقل جسمه، وصنع له جناحين من الحرير أيضاً يحملان جسمه إذا ما حركهما في الفضاء، وبعد أن تم له كل ما يحتاج إليه هذا العمل الخطير وتأكد من أن باستطاعته إذا ما حرك هذين الجناحين فإنها سيحملانه ليطير في الجو، كما تطير الطيور ويسهل عليه التنقل بهما كيفما شاء.

بعد أن أعد العدة أعلن على الملأ أنه يريد أن يطير في الفضاء، وأن طيرانه سيكون من الرصافة في ظاهر مدينة قرطبة، فاجتمع الناس هناك لمشاهدة هذا العمل الفريد والطائر الآدمي الذي سيحلق في فضاء قرطبة، وصعد أبو القاسم بآلته الحريرية فوق مرتفع وحرك جناحيه وقفز في الجو، وطار في الفضاء مسافة بعيدة عن المحل الذي انطلق منه والناس ينظرون إليه بدهشة وإعجاب وعندما هم بالهبوط إلى الأرض تأذي في ظهره، فقد فاته أن الطيران إنما يقع على زمكه (زيله)، ولم يكن يعلم موقع الذنب في الجسم أثناء هبوطه إلى الأرض، فأصيب في ظهره بما أصيب من أذى.

دالتون

image

خـة مثــلجـة في السبت ديسمبر 25, 2010 9:33 pm

نبذة عن العالم جون دالتون
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أحبب أن أجلب لكم معلومات عن العالم جون دالتون هل تعلمون أن جون دالتون يعتبر أبا لعلم الكيمياء الحديثة؟؟
معلومات عن جون دالتون
ولدَ في 6 سبتمبر 1766(1766-09-06)
إيقلسفيلد، كمبرلاند، إنجلترا
توفي في 27 يوليو 1844 (العمر: 77 عاماً)
مانشستر، إنجلترا
اشتهر بسبب النظرية الذرية، و عمى الألوان
انجازاته العلمية
نشر عدداً من الابحاث في تفنيد السيمياء (الكيمياء القديمة).
النظرية الذرية في الكيمياء.
محاضرات في عمى الالوان.
من أهم مؤلفاته نظام جديد للفلسفة الكيميائية سنة 1808.
تحصل جون دالتون على الوسام الذهبي
جون في الثالثة عشر من عمره
في الثانية عشرة من عمره حصّل من العلم ما يكفيه بالنسبة لقريته. انشأ مدرسة في القرية ونجح في التعليم لكنه تخلى عن مدرسة القرية في سن الخامسةعشرة . فالتحق بأخيه الذي كان يدير مدرسة في جوار كندال، فرفض عرض عمِّه للعمل فيالزراعة والتحق بأخيه في المدرسة، فأقبل التلاميذ عليها بنهم وشوق واوجدوا طرقاًجديدة في التربية والتعليم.
بدأ يسجل مقاييس الطقس وظل على ذلك مدة 57 سنةحتى آخر يوم من حياته، مستعملاً لذلك أداة من صنعه باع من أمثالها الكثير للفلاحينليزاولوا مهمة قياس المطر المنهمر..
قام بسلسلة محاضرات في الفلسفة الطبيعيةمبنية على دراساته الشخصية، فشملت المواضيع التالية:
نواميس الحركة ، الألوان،الريح، الصوت ، الخسوف، الكواكب ، المد والجزر.. لكن محاضراته لم تحظ بالإقبالالمرجو لاعتبارات عديدة ، فتحول إلى العمل الصامت وراح يدرس الأزهار والنباتات ووضعدراسة عن النباتات وأخرى عن الحيوانات ولتغطية نفقاته اضطر الى التعليم نهاراًوليلاً، رأى أنه إذا وضع كتاباً في الصرف والنحو يساعده في تأمين نفقاته وكان ذلكلكن الكتاب لم يخل من بعض الأخطاء.
ثم ألّف سلسلة من المقالات عن الرصدالجوي لم يلبث أن نشرها في كتاب كله خبرات شخصية.
على أثر حادثة وقعت له مع احدأصدقائه عن رؤية وجنتي عذراء خجول حين قال إن لونهما أزرق. وهكذا حدث معه عندماأهدى والدته زوجاً من الجوارب على أساس انه يرى لونهما أزرق في حين أن لونهما أحمر. فعكف على دراسة هذا الموضوع وتبين له أن هناك أناساً آخرين مثله.
فكانت النظريةالمنسوبة إليه Daltonisme أو عمى الألوان. وهكذا قضى 27 عاماً وهو يرى العالم علىغير حقيقته، بات لزاماً عليه أن يبحث عن الحقيقة الكامنة وراء هذا التناقض الواضحفي الحواس.

الخوارزمي

image

مُحمّد بن مُوسى الخوارَزمي عالم مسلم لمَع في علم الرِّياضيّات والفلك ، ولد سنة 164 ، وتوفي سنة 235 هِجْرية ( المُوافِق 780-850 ميلاديَّة ) .
عيَّنه المأمون لعلمه وتقدمه رئيسًا لبيت الحِكْمة في بغداد .
طوَّر الخوَارَزمي عِلْم الجبر كعلم مُستقِلّ عن الحساب ، ولذا يُنْسَب إليه هذا العلم في جميع أنحاء المَعْمورة . 
والجدير بالذِّكر أن الجزيرة العربيّة كانت مَرْكَز النشاط العلمي بين القرنين الثاني والسابع الهجريَّينِ ( الثامن إلى الثالث عشر الميلادي) ، وكانت عاصمة الخلافة الإسلامية بغداد لها تأثير كبير في الحركة العلمية في العالم . 
وابتكر الخَوَارَزمي في بيت الحِكْمة الفكر الرياضي بإيجاد نِظام لتحليل كل مُعادلات الدرجة الأولى والثانية ذات المجهول الواحد بطُرق جَبْرية وهندسيَّة .
ولذا مَيّز ” جورج سارتون ” النِّصف الأوّل من القرن التاسع الميلادي بعصر الخَوَارَزمي في كتابه ” مُقدِّمة من تاريخ العلوم ” لأن الخوَارَزمي كان أعظم رِياضي في ذلك العَصْر كما يقول سارتون ، ويستطرد قائلا : ” وإذا أخذنا جميع الحالات بعَيْن الاعتبار فإن الخوارَزمي أحد أعظم الرِّياضيِّين في كل العصور ” ، وأكد الدكتور ” أي وايدمان ” أن أعمال الخوَارَزْمي تتميَّز بالأصالة والأهميَّة العُظْمى وفيها تظهر عَبْقريَّته ، وقال الدكتور ” ديفيد بوجين سمث ” ، و ” لويس شارلز كاربينسكي ” في كتابهما “الأعداد الهندية والعربية ” : بأن الخَوَارَزمي هو الأستاذ الكبير في عصر بغداد الذهبي إذ إنه أحد الكُتّاب المُسلمِين الأوائل الذين جمعوا الرِّياضيَّات الكِلاسيكيَّة من الشرق والغرب ، مُحتفظِينَ بها حتى استفادت منها أوروبا المُتيقِّظة آنذاك ، إن لهذا الرجل معرفة كبيرة ويدين له العالم بمعرفتنا الحالية لعِلْمَي الجبر والحساب ” .
في بداية الأمر ابتكر الخَوارَزمي عِلْم حِساب ” اللُّوغاريتمات” وعمل لها جداول عرفت باسمه ، ثم تُرجم هذا الاسم ، ومر بعدة تغييرات حتى صار “لوغاريتم” . حيث ترجم اسمه ” الخوارزمي ” إلى اللاتينية كـ (alchwarizmi) و(al-karismi) و(algoritmi) و(algorismi) و(algorism) و(algorism) ، وفي عام 1857 ميلادية عثر على كتاب بعُنوان (algoritmi de numero indorum) في مكتبة جامعة كِمْبردج البريطانيّة ، فأجمع علماء الرياضيات في العالم بأن هذا الكتاب هو كتاب الخوَارَزمي في علم الحساب ، وقد تُرْجِم إلى اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي . 
وقد علَّق المؤلِّف محمد خان في كتابه ” نظرة مُخْتصَرة لمآثِر المسلمينَ في العلوم والثقافة ” : ” أن الخَوَارَزمي يقف في الصفّ الأوّل من صفوف الرياضيِّينَ في جميع العُصور ، وكانت مُؤلَّفاته هي المصدر الرئيسي للمَعْرفة الرياضيَّة لعِدّة قُرون في الشرق والغرب ” .
ولما كان المسلمون يحتاجون إلى علم الحساب والرياضيات لتوزيع الميراث والوصايا وغيرها ، وكانت طريقة الحساب المأخوذة عن اليونان تجعل عملية الحساب معقدة للغاية قاد ذلك الخوَارَزمي للبحث عن طُرق أدقّ وأشمل وأكثر قابليَّة للتكيُّف فابتدع علم الجِبْر ، وألف كتابه ” الجَبْر والمُقابلة ” في إيجاد حلول لمسائل عمليَّة واجهها المسلمون في حياتهم اليوميَّة . 
وقد بيَّن الخَوارَزمي في مُقدِّمة كتابه ” الجبر والمقابلة” أن الخليفة المأمون هو الذي طلب منه أن يُؤلِّف كتاب الجبر والمقابلة كي يسهل الانتفاع به في كل ما يحتاج إليه الناس . 
وقد قال رحمه الله في مقدِّمة كتاب ” الجبر والمقابلة ” :
” ألَّفْتُ من كتاب الجبر والمقابلة كتابا مُخْتَصَرا ، حاصرا للطيف الحساب وجليله ، لِمَا يَلْزم الناس من الحاجة إليه في مواريثهم ووصاياهم ، وفي مُقاسماتهم وأحكامهم وتجاراتهم ، وفي جميع ما يتعاملون به بينهم من مساحة الأراضي وكَرْي الأنهار والهندسة ، وغير ذلك من وجوهه وفنونه ، مُقدِّما لحُسْن النية فيه ، راجيا لأن يُنْزِله أهل الأدب بفضل ما استودعوا من نِعَم الله تبارك وتعالى وجليل آلائه وجميل بلائه عندهم منزلتَه ، وبالله توفيقي في هذا وغيره ، عليه توكَّلْتُ وهو رب العَرْش العظيم ” انتهى .
وكان الأوروبيُّون يستعملون مُصْطلحا آخَر للجبر مثل “كوسيكا” (cossica) أو مُصْطلَح ” قاعدة الشيء” (rules of the cosa) وفي بعض مُؤلَّفات إنجليزيّة قديمة استخدموا المُصطلَح (cossic art) وقد أدخل هذا المصطلح العالِم الرياضي المشهور ” اكسلاندر ” (xylander) في القرن الخامس عشر الميلادي وهذا المصطلح يعني شيئا في اللغة الإيطاليَّة . ويقول الدكتور ديفيد يوجين سمث في كتابه ” تاريخ الرياضيَّات ” المجلد الثاني ” إن الجَبْر عُرِف في اللغة الإنجليزية في القرن السادس عشر الميلادي بالجبر والمقابلة ، ولكنَّ هذا الاسم اختُصِر في النِّهاية من مخطوطة محمَّد بن مُوسى الخوارَزمي الذي نال الشُّهْرة العظيمة عام 825 ميلاديَّة ، وذلك في بيت الحِكْمة في بَغْداد حيثُ ألَّف هناك كتابَه القَيِّم ” الجَبْر والمقابلة ” وفيه حل الكثير من المُعادلات ذات الدرجة الأولى والثانية من ذات المجهول الواحد . ولقد ترْجم من اللُّغة العربيَّة إلى اللاتينية بواسطة العالم الرياضي الأوروبي جرارد قرمونة (Gerard of cremona) بكلمة الجبر ، ولقد ضاع الأصل المَكْتوب باللغة العربيَّة لكتاب الخَوَارَزمي ” الجبر والمقابلة ” ولكن جيرارد قرمونة قد تَرْجَم النصّ الأصلي من اللغة العربيّة إلى اللغة اللاتينِيّة في القرن الثاني عشر الميلادي وعُرِفت بالاسم اللاتيني (lulus algebrae et almucqrbalae que) عند أوروبا ثم اختُصِر العنوان أخيرا إلى كلمة (algebra) . وهو الاسم المُعْترَف به في جميع لُغات العالَم في المعمورة ” . 
وظلّ كتاب الخَوَارَزمي في الجبر مَعْروفا في أُوروبا باللغة اللاتينيَّة إلى أن سَخَّر الله تبارك وتعالى الباحثِينَ الغربيِّين إلى العُثور على أحد نُصوص الكتاب باللُّغة العربيَّة في مَخْطوطة محفوظة في أكسفورد ( مكتبة بودلين) ، وصدرت نشرة عربيَّة بالحروف المطبعية عام 1831 ميلاديَّة .
واعترف المُؤلِّف المعروف رام لاندو في كتابه “مآثِر العرب في الحضارة ” : ” بأن الخَوَارَزمي ابتكر علم الجبر ونقل العدد من صفة البدائيَّة الحسابيَّة لكَمِّية محدودة إلى عُنْصر ذي عَلاقة وحدود ” لا نهاية لها” من الاحتمالات . ويمكننا القول بأن الخُطْوة من الحساب إلى الجبر هي في جَوْهرها الخُطوة من الكَيْنونة إلى المُلائمة أو من العالم الإغريقي الساكن إلى العَالَم الإسلامي المُتحرِّك الأبدي الربَّاني ” .
وقد ذكر المؤلِّف فاندز في كتابه ” مصدر جبر الخَوارَزمي” : ” أن جبر الخَوَارَزمي يُعْتَبر القاعدة وحَجَر الأساس لكل العلوم . ومن ناحية أخرى فإن الخَوَارزمي أحقّ من ديوفانتوس بأن يُلَقَّب بأبي الجبر؛ لأن الخَوَارَزمي هو أوَّل من درس الجبر في صورة بدائيَّة ، أمَّا ديوفانتوس فكان مُهْتما بصورة رئيسيَّة بنظريّة الأعداد ” انتهى من “مجلة البحوث الإسلامية” (5/171-174) .
كما أن الخوارزمي هو الذي أدخل الصفر إلى الأعداد لتكون الأعداد الطبيعية .
http://cutt.us/caHZ

وبالجملة :
فقد أسس – رحمه الله – علم الجبر واللوغاريتمات ، وبرع في الفلك والجغرافيا ، وساهمت أعماله بدور كبير في تقدم الرياضيات ، كما تعلم الغرب من كتبه الأعداد والحساب ، وانتشرت الأرقام العربية ، يتقدمها الصفر في كل أنحاء العالم .

اينشتاين

image

لقد نشرت النظرية النسبية الخاصة في مجلة علمية في مطلع القرن الحالي. ومنذ ذلك الحين أصبح الفيزيائي النظري , آلبرت آينشتاين , يتمتع بشهرة لا تقل عن شهرة القُوّاد وأعلام السياسة. ومن ناحية لا يدعو ذلك إلى الدهشة , وإذ حقاً أحدثت نظريته ثورة , وأن كانت ثورة مقصورة على العالم الفكري فحسب. وقليلون هم المفكرون الذين توصلوا إلى هذه الذروة الرفيعة من الشهرة والصيت, مهما بلغوا من النفوذ.
وعندما قدم آينشتاين إلى أميركا للإقامة فيها , استقبل الصحافيون السفينة التي كانت تقله . ومنذ ذلك الحين اعتبر آينشتاين “موضوعاً صحافياً رائجاً”. فقلائل هم الذين كانوا يجهلون أن لآينشتاين شعراً أبيض مشعثاً, وإنه يرتدي كنزات ذات ياقات عالية , ولا يرتدي الجوارب , وأنه يعزف على الكمان , وقد شاع الاعتقاد على أنه بلغ من العبقرية بحيث يتعذر على الجماهير فهمه , وعلى أنه كان من الشذوذ بحيث لم تعد تربط بينه وبين سائر الناس روابط مشتركة.
وما من شك في أن أصدقاء أينشتاين كانوا يدركون بأنه عبقري فعلاً , وأنه كذلك يتصف ببعض الطباع الشاذة , مثلاً لا مبالاته التامة بهندامه. ولكنهم في الوقت نفسه كانوا يعرفون فيه الدماثة والمودة , وقد كتب أحد أصدقائه المقربين, وهو فيزيائي يدعى ليوبولد انفلد , في كتابه آلبرت آينشتاين , بأنه لو كان بإمكان امرئ مقابلة آينشتاين من دون معرفة أنه آينشتاين , لاسترعى انتباهه مع ذلك منظر عينيه المشعتين وروح النكتة التي يتحلى بها وكون “ما يقوله في أي موضوع منبثق عن تفكيره الخاص غير متأثر بنعيق العالم الخارجي”.
لقد كان آينشتاين دوماً من محبي السلام . وحتى في حداثته كان يمقت الحرب والتنظيم العسكري الذي يلازمها. وحين كان يشاهد استعراضات الجند كان يحس برغبة في أن لا يصبح قط أحد هؤلاء “الناس التعيسين”. وكان يساور والديه القلق بشأنه لبطئه في تعلم النطق ولتجنبه اللعب مع الأولاد الآخرين ولانخفاض درجاته في المدرسة.
ب- ولادته
ولد آلبرت آينشتاين في أولم من أعمال جنوبي ألمانيا في الرابع عشر من آذار (مارس) سنة 1879. وانتقل والده إلى ميونيخ عندما كان في الرابعة من عمره , حيث مارس والده هرمان آينشتاين التجارة . وقد أرسله والده إلى مدرسة ابتدائية كاثوليكية. فتعلم في هذه المدرسة مقداراً لا بأس به عن الدين الكاثوليكي. ولكنه لم يبرز في المواضيع الأخرى , ولا سيما في اللغات التي كان يستصعبها . وكان نظام المدرسة الصارم بغيضاً إلى نفسه , كما كان يكره استظهار المادة كي يعيدها فيما بعد بشكل آلي حين يطلب المدرس منه ذلك . وقد كان خجولاً وفيه شيء من روح المناورة. وفي كلتا المدرستين الإبتدائية والثاونية اللتين درس فيهما اعتبره مدرسوه بليد الذهن.
وعندما كان آينشتاين في الثانية عشرة من عمره قرأ كتاباً مدرسياً في الهندسة ترك أثراً كبيراً في نفسه. وعقب ذلك بسنوات عديدة ذكر آينشتاين ذلك الكتاب المدرسي في ترجمته لحياته , فأسماه “كتيباً مقدساً” لما بعث في نفسه من ذهول ودهشة حين رأى أنه بالإمكان “التوصل إلى معرفة يقينة في القضايا الاختيارية عن طريق الفكر المجرد”. وأضاف قائلاً في ترجمته بأن هذا الذهول كان يرتكز على أسس خاطئة , ومع هذا فقد ظلت ذكراه عالقة في ذهنه مدى العمر.
وواصل مطالعة كتب في الرياضيات في صباه كما علم نفسه حساب التفاضل والتكامل. وقرأ “باهتمام بالغ” كذلك كتاباً في ستة مجلدات يلخص الاكتشافات العلمية حتى ذلك التاريخ. وما أن أصبح في الخامسة عشرة من عمره حتى كان قد أيقن أنه يرغب في التخصص في الرياضيات والفيزياء.
في هذه المرحلة تضعضعت الأحوال المالية لهرمان آينشتاين. وإذ أصيب بالإفلاس, قرر مغادرة ألمانيا وبدء حياة جديدة في إيطاليا؟ وترك آلبرت وحده في ميونخ كي يتم دراسته. فتولاه شعور بالتعاسة البالغة , إذ أصبح يعاني من شرين: شر المدرسة وشر الوحدة الأشد وطأة عليه؟ وكان على وشك مراجعة طبيب كي يحصل منه على تقرير بأنه يعاني من إرهاق عصبي يلزمه على قضاء استراحة واستجمام مدى ستة أشهر في إيطاليا , حين حلت المدرسة مشكلته بأن طلبت إليه مغادرتها , إذ أن لا مبالاته بالدرس كانت تشكل أسوة سيئة بالنسبة إلى الطلاب الآخرين. وهكذا التحق آلبرت بعائلته في ميلانو.
ج- بداية رحلته الحياتية :
وقد شغف بإيطاليا – بالفن والموسيقى والجو الهادئ غير الصاخب المنتشر في ربوعها. ولم يكن قد شعر بأية روابط وثيقة تربطه بألمانيا , فقرر الآن التخلي عن جنسيته الألمانية. وفي أثناء عطلة الستة الأشهر هذه قرر كذلك امتهان التعليم واكتساب معيشته, إذ أن دخل والده لم يكن كافياً لإعالته. وقد بدا له أن تلك المهنة هي أقل المهن احتمالاً لأن تتعارض وما يرغب في القيام به , إلا وهو مواصلة دراسته الخاصة للرياضيات والفيزياء , وكان جل ما يطمح إليه طيلة حياته هو أن يترك وشأنه , وأن يكون له متسع من الوقت كي يقوم بعمله الخاص الذي لا يسعه أن يقوم به إلا على إنفراد.
وكي يعد نفسه للتدريس تقدم بطلب لدخول المعهد التقني الفدرالي في زيورخ , سويسرا. وعلى الرغم من أنه حاز على درجات عالية في الرياضيات إلا أنه قصّر في امتحان الدخول نظراً لمعلوماته الضئيلة في علمي النبات والحيوان وفي اللغات. فاضطر إلى العودة للدراسة الثانوية والتحق بمدرسة في سويسرا. وبعد مضي عام عام فتقدم بطلب لدخول المعهد التقني واجتاز الامتحان هذه المرة.
ولم يدل سجل علاماته على أي تفوق في المعهد كذلك. فكان يؤدي ما يطلب إليه من دروس, إلا أنه كان يوجه معظم نشاطه واهتمامه إلى دراساته الخاصة؟ ونتيجة لسلوكه المستقل هذا خسر وظيفة في المعهد كان بأمس الحاجة إليها حين التخرج.
وفي أثناء الدراسة في زيورخ تعرف آلبرت إلى مليغا مارك, إحدى زميلاته في الدراسة , وهي فتاة هنغارية شديدة الاهتمام بالفيزياء. وقد تزوج آلبرت ومليغا سنة 1901 (وأنجبا ابنين فيما بعد) وأصبح آلبرت مواطناً سويسرياً في السنة نفسها.
وفي السنتين التاليتين لتخرجه من المعهد ظل آينشتاين يتنقل بين وظائف مؤقتة في التعليم تتخللها مراحل بطالة. وببالغ الجهد تمكن من سد حاجات معيشته إلى أن حصل على وظيفة ثابتة ذات دخل منتظم. والأهم من ذلك أن تلك الوظيفة لم تكن تتعارض مع عمله الخاص؟ ففي ساعات عمله كمراقب في دائرة تسجيل الاختراعات التابعة للحكومة السويسرية الفدرالية كان يجد متسعاً من الوقت بين تسجيل وآخر لأن يهتم خفية بنظرياته؟ وفي سنة 1905 حين كان في السادسة والعشرين من عمره قام بنشر نظريته النسبية الخاصة.

د- إنجازاته العلمية:
وقد صدر بحث آينشتاين بثلاثين صفحة بأسلوب بسيط وبحواش قليلة ومن دون أية إشارات إلى مصادر أخرى إطلاقاً , تحت عنوان ” في الديناميكا الكهربية للأجسام المتحركة”, ويعتبر بعض الفيزيائيين أن لذلك العنوان دلالة أوفى من “النظرية النسبية الخاصة” كما أصبح البحث يعرف فيما بعد. وقد بيّن آينشتاين في هذا البحث على أنه ليس ثمة في الكون مقياس مقارنة ثابت أو مطلق لتقدير حركة الأرض والأنظمة المتحركة الأخرى. فإن هناك حركة واحدة فقط يمكن الكشف عنها وقياسها, ألا وهي الحركة النسبية , أي تغير مكان جسم ما بالنسبة جسم آخر.
وفي ختام بحثه قال آينشتاين أنه ينتج من نظريته إمكان التبادل بين الكتلة والطاقة , وأن الكتلة تمثل كميات مخزونة من الطاقة , كما أن الطاقة تشتمل على كتلة صغيرة. وكتب قانوناً لمعدل التبادل بين الكتلة والطاقة:
ط= ك س “أس 2”
( حيث تكون ط = الطاقة , ك = الكتلة , س = سرعة الضوء). وهكذا كشف آينشتاين عن مستودع الطاقة الكامنة في الذرة وعن كيفية تقدير كميته قبل شطر الذرة بـ 34 سنة.

وقد كتبت عدة كتب لشرح نظرية آينشتاين الثورية أسهل استيعابا. ومن بينها كتاب للنكولن بعنوان الكون والدكتور آينشتاين وآخر لليوبولد انفلد بعنوان آلبرت آينشتاين : عمله وأثره في عالمنا.
وفي السنة نفسها التي نشر فيها آينشتاين نظريته النسبية الخاصة نشر كذلك أربعة أبحاث أخرى على جانب عظيم من الأهمية . فتضمن أحد الأبحاث نظرية المقادير المعروفة في أيامنا بنظرية الفوتون التي تبين بأن الضوء , في بعض الظروف الخاصة , يكون موجوداً على شكل دفعات من الطاقة الإشعاعية. وكان ذلك إحدى المراحل الأساسية في تطور نظرية المقدار. ترتكز الفيزياء في الوقت الحاضر على نظريتين عظيمتين – النسبية والمقدار. وفي مدى سنة واحدة أسس إحدى هاتين النظريتين وهي النظرية النسبية, كما أسهم إسهاماً بليغاً في النظرية الأخرى , نظرية المقدار.
وقد نال عمل آينشتاين أول اعتراف علني بعد ذلك بثلاث سنوات , حين طلب إليه أن يحاضر في النسبية أمام رهط من العلماء في سالزبورج . وعقب ذلك عيّنته جامعة زيورخ أستاذاً مساعداً فيها.
كان ذلك سنة 1909 وكان آينشتاين آنذاك في الثلاثين من عمره. وقد قال فيما بعد أنه لم يكن حتى ذلك الوقت قد تعرف إلى أي “فيزيائي حقيقي”. وأما الآن فقد انخرط في عالم الأساتذة وظل يمارس تلك المهنة بقية حياته. غير أنه لم يكن أبداً ليشعر بالارتياح التام في ذلك الجو , إذ لم يكن ليروق له القيام بما يفرضه عليه الواجب الاجتماعي من زيارات إلى زملائه , كما أنه كان يمقت الاجتماعات العلمية التي لا تنتهي. وكانت نفسه تنفر من الثرثرة الأكاديمية. ومع هذا فإن الجو العلمي كان يتيح له العزلة في معظم الأحيان والقيام بعمله من دون مضايقة أو إزعاج . وفي سنة 1911 , وقد أصبح أستاذاً , أخذ يدرّس في مدينة براغ في “الجامعة الألمانية” , ومن ثم عاد ثانية إلى زيورخ لبعض الوقت للالتحاق بهيئة المعهد التقني التعليمية حيث كان قد درس حيناً فيما مضى.
وفي سنة 1913 قبيل نشوب الحرب العالمية الأولى , طلب إليه أن يصبح عضواً في أكاديمية العلوم البروسية الذائعة الصيت , ولم يكن آينشتاين ميالاً إلى العودة إلى ألمانيا , إلا أن العرض كان ممتازاً للغاية , فإنه بصفته مديراً “لمعهد القيصر ولهلم الجدير للفيزياء” في برلين سوف لا يسأل عن واجبات رسمية كما أن واجباته التدريسية ستكون جد محدودة وسيحظى بوقت وافر لنفسه فلم يسعه إلا القبول. وأما زوجته مليغا فلم ترغب في الذهاب إلى ألمانيا. ولم يكن زواجهماً موفقاً , فقررا على الانفصال وتم الطلاق بينهما فيما بعد.
وفي ألمانيا استغل آينشتاين هذا الفراغ المكتسب حديثاً في إتمام النظرية النسبية العامة , المتضمنة نظرية موحدة للجاذبية. وقد حاول في بقية حياته تعميم هذه النظرية كي تشمل القوى الكهرومغناطيسية , ولكنه بقدر ما هو معلوم لدينا اليوم, أخفق في ذلك . ولو أنه بلغ هدفه لاستطاع أن يجمع في نظرية واحدة القوانين المسيطرة على جميع القوى المعروفة في الطبيعة.
وأنه لأمر محال أن نغالي في الشهرة التي اكتسبها آينشتاين في أثناء 17 سنة التي عاشها في ألمانيا . فقد هتفت له الجماهير وجماعات العلماء على حد سواء. وحتى عندما نشبت الحرب العالمية الأولى , وكان آينشتاين أحد الألمان القلائل الذين عارضوها , لم يفقد تلك الحظوة التي كان قد نالها. وقد منح عدداً لا يحظى من الدرجات الفخرية كما عين عضواً في عدد كبير من الجمعيات العلمية. وفي سنة 1922 حاز على جائزة نوبل في الفيزياء, وعقب ذلك ببضع سنوات فاز بوسام كوبلي الذي تمنحه الجمعية الإنجليزية. وقد منحته بروسيا جنسية بروسية فخرية, كما يدت بوتسدام برجاً آينشتاينياً. وفي عيد ميلاده الخمسين اضطر إلى مغادرة برلين هرباً من احتفال ضخم أقيم على شرفه. وقد غصت سلال المهملات في بيته برسائل التهنئة. وأما الهبات والهدايا التي أغرقت عليه فكانت تكفي لملء عربة شحن!
وكان آينشتاين يقطن في إنجلترا حين تسلم دعوة مغرية من معهد الدراسات العالية في برنستون , نيوجيرسي, عارضاً عليه منصباً مدى الحياة – أستاذية لا يتطلب فيها التعليم مطلقاً – وترك له أن يذكر الراتب الذي يرضيه.
وقبل آينشتاين الدعوة , غير أنه ذكر راتباً منخفضاً للغاية حتى أن المعهد , محافظة منه على مستواه , اضطر إلى رفعه قبل أن يتسلم وظيفته.
وقد رافقته زوجته الثانية , السا , إلى أميركا. واستقر الاثنان في بيت صغير في برنستون وواصل آينشتاين عمله.
وقلما كان آينشتاين يحيد عن برنامجه اليومي . فكان ينهض في الثامنة صباحاً , ويغادر قبل الساعة التاسعة بيته الخشبي المتواضع الواقع على شارع ضيق تظلله شجرات البلوط والدردار السامقة . فكان يسير مسافة ميل ونصف الميل في باحات جامعة برنستون ثم يسلك طريقاً ريفياً متعرجاً, إلى أن يصل معهد الدراسات العالية. وسواء أكان الثلج أم المطر متساقطاً , كان دوما يذهب ماشياً إلى مكتبة , وأياً كان الطقس , لم يشاهد قط مرتدياً قبعة أو حذاء مانعاً للماء أو حاملاً مظلة.
وعند وصوله معهد التعليم العالي كان يتجه صوب مكتبه في الطابق الثاني. كنا قد خصص له جناح مؤلف من غرفتين رحبتين. وكانت إحدى الغرفتين أصغر اتساعاً من الأخرى ومخصصة للمساعد وأما الأخرى المخصصة رسمياً للأستاذ , فقد كانت فسيحة ومفروشة بمقاعد مريحة ورفوف للكتب , ومكتب واسع ولوح أسود وكان آينشتاين يفضل استعمال الغرفة الصغيرة إذا أنها كانت أقل برودة وأقل كلفة. فكان يجلس هناك سانداً دفتراً على ركبتيه ويشرع بملء الورقة تلو الأخرى بالمعادلات.
كان آينشتاين لا يزال يبحث عن نظرية مجال موحدة , عن نظام القوانين تتبعه جميع القوى في الكون. وخلافاً لعدد كبير من الفيزيائيين المعاصرين , كان آينشتاين يعتقد بأنه في وسعنا اكتشاف نظرية أو نظام يعلل جميع الحقائق المشاهدة . وقد قال ذات مرة : “إن أشد ما لا يفهم عن العالم هو أنه لا يفهم”.
وكان آينشتاين يكد سانداً دفتره على ركبتيه بكل صبر وإجهاد فكري. وكان يقول : “إنني أمعن الفكر مدى أشهر , بل مدى سنين. والنتيجة التي أتوصل إليها قد تكون خاطئة في تسع وتسعين مرة إلا أنني في المرة المائة أكون على صواب”.
وبعيد الظهر , يغادر آينشتاين مكتبه راجعاً إلى بيته سائراً على قدميه , منهمك الفكر بعمله. ولم يكن ينتبه إلى أن الناس الذين يمر بهم في شوارع برنستون كانوا يرمقونه بنظرات تنم عن الاستغراب والدهشة. فقد كان ذلك الفيزيائي المرموق ذا مظهر بارز يستلفت الأنظار بشعره المتموج الطويل ذي اللون الأبيض الفضي المتألق في الشمس. وبعينيه الغائرتين المشعتين, وأما ما كان يلفت النظر حقاً فكانت ملابسه سرواله المعبعب , وكنزته ذات اللون الأزرق الفاتح والياقة المحيطة بالعنق أو سترته القديمة الجلدية البنية اللون , وإن أنت دققت النظر لاحت عدم ارتداؤه أي جوارب على الإطلاق . وكان ثمة غاية وراء عدم عناية آينشتاين بهندامه وإهماله البالغ له . فقد كان يصرف عامداً أقل ما يمكن من الوقت على ما كان يعتبره أقل الأمور أهمية كي يتوفر له وقت أكثر لعمله الذي كان برأيه و الأمر الجوهري.
وعلى الرغم من أن أفكار آينشتاين كانت تجوب آفاقاً بعيدة وهو في طريقه إلى البيت وأن منظره كان يدل على أنه ممن لا يحمد الاقتراب منهم , فقد كان بعض الشجعان يدنون منه ويجاذبونه الحديث. وتروى في برنستون قصة مفادها أن فتاة في الثانية عشرة من عمرها كانت تذهب لترى آينشتاين يومياً في طريق عودتها من المدرسة إلى البيت.
وعندما عرفت والدتها بالأمر سألت آينشتاين قائلة : “ترى عمَّ تتحدثان كل بعد ظهيرة؟”
فضحك آينشتاين وأجاب : “إنها تحضر لي بعض البسكويت وأنا أقوم بحل فرضها في الحساب”.
وبعد أن يصل إلى بيته ويتناول طعامه كان آينشتاين يعود ثانية إلى العمل في غرفه الصغيرة المخصصة للدراسات. وهنا أيضاً كان يتناول دفتراً وقلما فيملأ الأوراق الواحدة تلو الأخرى بالأرقام والرموز. وعندما كان ينهض ليذرع الغرفة ذهاباً وغياباً مستغرقاً في أفكاره , كانت الأوراق تتساقط منه على الأرض أو على إحدى المناضد الغاصة بالكتب والرسائل والصحف. فكانت إحدى وظائف سكرتيرته أن تجمع هذه الأوراق وتحفظها لحين الحاجة.

فيثاغورس

image

فيثاغورث أو فيثاغورس أوفيتاغورس الساموسي هو فيلسوف ورياضي إغريقي (يوناني) عاش في.
تحاك حول شخصية.
اهتم اهتماما كبيرا بالرياضيات وخصوصا.
أجبر فيثاغورث أتباعه من دارسي الهندسة على:
ارتداء الملابسالتأمل في أوقات محددة. 
الامتناع عن أكل اللحومالامتناع عن. 
يعتقد فيثاغورس و تلاميذه أن كل شيء مرتبط بالرياضيات و بالتالي .
استطاع فيثاغورس إثبات

وهو مؤسس الحركة الدينية المسماة فيثاغورية. وتـُحاط ذكراه بالإجلال كرياضي عظيم وصوفي وعالم; إلا أن البعض يشكك في مقدار اسهامه في الرياضيات والفلسفة الطبيعية. ورياضي إغريقي (أيوني)، وتنسب إليه مبرهنة فيثاغورث.
وقد
فيثاغورث تعني صاحب البشارة او البشير ..

Pythagoras of Samos

ويقال أيضاً أنه فيلسوف ومتدين ورياضي اغريقي قديم . عاش من 560 – 480 قبل الميلاد . كان له دور هام في تطوير علوم الرياضيات والفلك والموسيقى . أنشأ في مدينة كروتون مدرسة لتعليم الدين والفلسفة جذبت العديد من الطلاب من مختلف الأنحاء . وتقوم تعاليم فيثاغورس على فكرة أن 
جميع العلاقات في الظواهر الطبيعية تقوم على الأرقام ، فهو يقول : « كل الأشياء أرقام ». ونبعت هذه الفكرة من ملاحظاته الدقيقة في الموسيقى (الصوت) والرياضيات والفلك ( حركات النجوم ) . َ
لقد لاحظ فيثاغورس وتلامذته أن اهتزازات أوتار الآلات الموسيقية تصدر انغاما متآلفة عندما تكون نسب أطوال الأوتار أعداد كاملة ، أي غير كسرية ، وأن هذه الظاهرة واضحة في جميع الآلات الوترية . وعرف فيثاغورس ، كما عرف المصريون قبله ، أن أي مثلث تكون نسبة أضلاعه 3 : 4 : 5 هو مثلث قائم الزاوية ، وأن مربع الوتر لهذا المثلث يساوي مجموع مربع الوترين الآخرين ، وقد تمكن فيثاغوس من وضع البرهان الرياضي لهذه الظاهرة وهو ما يعرف بنظرية فيثاغورس ، بالرغم من أن هذه المسألة كانت معروفة عند البابليين ، وأن فيثاغوس نفسه سافر الى بلاد بابل في شبابه وقد يكون عرفها هناك ولكن يرجع الى الفضل في اثباتها . َ
وفي مجال الفلك اكتشف فيثاغورس أن حركات الاجرام السماوية تتم بتناسق بديع وفق معادلات رياضية ثابتة ، وان الارض نفسها أيضا تتحرك ضمن هذا التناسق . أما أهم اكتشافات فيثاغورس التي احدثت ضجة عند رياضيي عصره ، وغيرت مفاهيمه هو نفسه حول الأرقام من حيث انها ارقام كاملة فهو اكتشاف ما يسمى بالاعداد الصماء التي ليس لها نهاية كالجذر التربيعي للعد 2 مثلا أو العدد (ط) PI
وقد كان لفكرة فيثاغورس حول الارقام وعلاقتها بالكون الأثر الأكبر في تطور العلوم والرياضيات في العالم ، إذ اوجدت القاعدة الرياضية التي اقيمت عليها التفسيرات العلمية للظواهر الكونية . َ
اضطر للفرار من بلاده وذلك لمعارضته للدكتاتور بوليكراتس في ما يخص الإصلاحات الاجتماعية. في حوالي 523 ق.م استقر بيتاغورث في جنوب إيطاليا في جزيرة كرونوس حيث تعرف على شخص يدعى ميلان وكان من أغنياء الجزيرة فقام ميلان بمساعدة بيتاغوراس ماديا. 

في هذه الأثناء ذاع صيت بيتاغوراس واشتهر إلا أن ميلان كان أشهر منه آنذاك حيث كان عظيم الجثة، وحقق 12 فوزا في الألعاب الأولمبية، الشيء الذي كان رقما قياسيا آنذاك. كان ميلان مولعا بالفلسفة والرياضيات بالإضافة للرياضة، وبسبب ولعه هذا وضع قسما من بيته في تصرف بيتاغورس كان يكفي لافتتاح مدرسة.
وهنا اشتغل بالتدريس، وكانت هيبته، وغزارة علمه، واستعداده لقبول النساء والرجال في مدرسته، سبباً في إقبال الناس عليها حتى بلغ عدد من فيها بضع مئات في زمن قصير. وقد قال بمبدأ تكافؤ الفرص للذكور والإناث على السواء قبل أن ينادي بذلك أفلاطون بمائتي عام، ولم ينادِ بهِ فحسب بل نفذه عملياً. على أنه مع ذلك لم يكن ينكر أن بين الجنسين فوارق طبيعية من حيث وظائف كل منهما. وكان يُعلم تلميذاته الشيء الكثير من الفلسفة والآداب، ولكنه كان يعلمهن أيضاً فن الأمومة والتدبير المنزلي، ومن أجل ذلك اشتهرت النساء الفيثاغوريات في الزمن القديم بأنهن “أعلى نموذج في الأنوثة أخرجته بلاد اليونان في جميع العصور”.
وتقول الرواية اليونانية المتواترة إن فيثاغورس نفسه كشف كثيراً من النظريات الهندسية: وأهمها كلها أن مجموع الزوايا الداخلية في أي مثلث يساوي قائمتين، وأن المربع المقام على الضلع المقابل للزاوية القائمة في المثلث القائم الزاوية يساوي مجموع المربعين المقامين على الضلعين الآخرين. ويقول أبلودورس Appollodorus إنه لما كشف المعلم هذه النظرية ضحى بمائة ذبيحة شكراً على هذا الكشف العظيم. فإن كان قد فعل ذلك حقاً فقد ناقض المبادئ الفيثاغورية مناقضة يندى لها الجبين. وانتقل فيثاغورس من الهندسة إلى الحساب – على عكس النظام المتبع في هذه الأيام. ولم يكن يقصد بالحساب وقتئذ أن يكون فناً عملياً للتعداد والإحصاء، بل كان نظرية مجردة للأعداد. ويلوح أن المدرسة الفيثاغورية هي أول من قسم الأعداد إلى فردية وزوجية، وإلى أعداد صماء وأخرى قابلة للقسمة ، وقد صاغت نظرية النسبة، واستطاعت بها و “بتطبيق المساحات” أن توجد الجبر الهندسي. ولعل دراسة النسبة هي التي أمكنت الفيثاغوريين من أن يحولوا الموسيقى إلى أعداد.

نيوتن

image

إسحاق نيوتن (Sir Isaac Newton) عاش ما بين 25 ديسمبر 1642 – 20 مارس 1727, بالتقويم القيصري آنذاك أو 4 يناير 1643 – 31 مارس 1727 بالتقويم الغريغوري. عالم إنجليزي، كيميائي، وفيلسوف. قدّم نيوتن ورقة علمية وصف فيها قوة الجاذبية الكونية ومهد الطريق لعلم الميكانيكا الكلاسيكية عن طريق قوانين الحركة. يشارك نيوتن ليبنيز الحق في تطوير علم الحسبان التفاضلي والمتفرع من الرياضيات.

بعض انجازاته:

نيوتن كان الأول في برهنة أن الحركة الأرضية وحركة الأجرام السماوية تُحكم من قبل القوانين الطبيعية ويرتبط إسم العالم نيوتن بالثورة العلمية. يرجع الفضل لنيوتن بتزويد القوانين الرياضية لأثبات نظريات كيبلر والمتعلقة بحركة الكواكب.

قام بالتوسع في إثباتاته وتطرّق إلى ان مدار المذنّبات ليس بالضرورة بيضاوي! ويرجع الفضل لنيوتن في إثباته ان الضوء الأبيض هو مزيج من أضواء متعددة وأن الضوء يتكون من جسيمات صغيرة

سيرته :

وُلد نيوتن في وولسثروب في مقاطعة لينكنشاير. مات أبوه ولا زال نيوتن في بطن أمه وقبل ولادته ب 3 أشهر، وتركته والدته لتعيش مع زوجها الجديد بعد عامين من ولادة نيوتن وتركت الطفل نيوتن ليترعرع في كنف جدّته.

درس الثانوية في مدرسة “جراثام” وفي العام 1661 إلتحق بكلّية ترينيتي في كيمبريدج. كانت المدرسة آنفة الذكر تتبع منهج ارسطو الفلسفي إلا ان نيوتن كان يفضل تدارس الفلاسفة المعاصرين آنذاك من أمثال ديكارت، غاليليو، كويرنيكوس، و كيبلر.

في العام 1665 بدأ نيوتن بتطوير معادلات رياضية لتصبح فيما بعد بعلم الحسبان. مباشرة وبعد حصول نيوتن على الشهادة الجامعية في العام 1665، أغلقت الجامعة أبوابها كإجراء وقائي ضد وباء الطاعون الذي اجتاح اوروبا ولزم نيوتن البيت لمدة عامين تفرّغ خلالها للحسبان، والعدسات، وقوانين الجاذبية.

في العام 1667 أصبح نيوتن عضو في هيئة التدريس في كلية ترينيتي وقام بنشر الورقة العلمية والمتعلقة ب “التّحليل بالمتسلسلة اللا نهائيّة”.

قام كل من نيوتن و ليبنيز على حدة بتطوير نظرية المعادلات التفاضلية واستعمل الرجلان رموز مختلفة في وصف المعادلات التفاضلية ولكن تبقى الطريقة التي إتّبعها ليبنيز أفضل من الحلول المقدّمة من نيوتن ومع هذا، يبقى إسم نيوتن مقرون بأحد رموز العلم في وقته.

قضى نيوتن الخمس وعشرين السنة الأخيرة من حياته في خصومة مع ليبنيز والذي وصفه نيوتن بالمحتال!

دوره في البصريات:

درُس نيوتن البصريات من العام 1670-1672، في هذه الفترة، تحقّق من إنكسار الضوء وبرهن على أن الضوء الأبيض ممكن ان ينقسم الى عدة ألوان عند مروره خلال المنشور ومن الممكن بالتالي تجميع حزمة الألوان تلك من خلال عدسة منشور آخر ليتكون الضوء الأبيض من جديد. باستنتاجه هذا، تمكن نيوتن من إختراع التلسكوب العاكس ليتغلب على مشكلة الألوان التي تظهر في التلسكوبات المعتمدة على الضوء المنكسر.

عاد نيوتن لعمله البحثي في الجاذبية وتأثيرها على مدار الكواكب مستنداً على القواعد التي أرساها كيبلر في قوانين الحركة، وبعد التشاور مع هوك و فلامستيد، نشر نيوتن إستنتاجاته في العام 1684 والتي تناولت قوانين الحركة.

نشر نيوتن الورقة “برينسيبيا” في العام 1687 بتشجيع ودعم مالي من إيدموند هالي. في هذه الورقة، سطّر نيوتن القوانين الكونية الثلاثة والمتعلقة بالحركة ولم يستطع أحد أن يعدل على هذه القوانين ل 300 سنة أخرى!

بعد إصدار نيوتن لنظرية برينسيبيا، أصبح الرجل مشهوراً على المستوى العالمي واستدار من حولة المعجبون وكان من ضمن هذه الدائرة الرياضي السويسري نيكولاس فاتيو دي دويلير والذي كوّن مع نيوتن علاقة متينة إستمرت حتى العام 1693 وأدّت نهاية هذه العلاقة الى إصابة نيوتن بالإنهيار العصبي.

تمكن نيوتن من ان يصبح عضواً في البرلمان في الأعوام 1689-1690 وكذلك في العام 1671 ولكن لم تذكر سجلات الجلسات أي شيء يذكر عن نيوتن بإستثناء أن قاعة الجلسة كانت باردة وأنه طلب أن يُغلق الشبّاك ليعمّ الدفء!

في العام 1703 أصبح نيوتن رئيساً للأكاديمية الملكية وتمكن من خلق عداوة مع الفلكي جون فلامستيد بمحاولته سرقة كاتالوج الملاحظات الفلكية التابع لفلامستيد. منحته الملكة آن لقب فارس في العام 1705. لم يتزوج نيوتن قط ولم يكن له أطفال مسجّلون وقد مات في مدينة لندن ودفن في مقبرة ويست مينيستر آبي

منقول لعيونكم